الناشر | العبيكان للنشر |
اللغة | العربية |
وصف الكتاب | ونحنُ فِي سنواتِ الطلبِ ومراحلِه (الثانويّة والليسانس والماجستير والدكتوراه) كانَ دَأْبُنا ودَيْدَنُنا، إذا أخطأَ أحدُنا خطأً لُغَوِيًّا صَخَخْنا سمعَه، وقرّعناه بقولِنا: (قَدْ كَسَرْتَ رَأْسَ سِيبَوَيْه!) فيا سبحانَ اللهِ، لقدْ جعلَ الإسلامُ ذلك الفارسيَّ سيبويه (عمرو بنَ عثمانَ بنَ قنبرَ 760 ـ 796م) رمزًا للغةِ العربيَّةِ وعُنْوانًا لَها، ومَنْ أخطأَ فيها، فكأنَّما كسرَ رأسَه، وحنينًا منِّي إلى تلكَ السنواتِ الخوالِي، واعترافًا بفضلِ الإسلامِ الَّذِي أظلَّ الجميعَ بمظلّتِه، حتَّى ما عادَ حِكْرًا علَى أحدٍ، وإقرارًا بأنَّ اللغةَ العربيَّةَ ليستْ وقفًا علَى وطنٍ أو جنسٍ، وتقديرًا لسيبويه فارسِ العربيَّةِ المُجَلَّى ولكتابِه (الكِتَابِ) الَّذِي لَهُ القِدْحُ المُعَلَّى، آثَرْتُ أنْ أختارَ ذلكَ العنوانَ؛ أمَلًا ألّا نكسِرَ رأسَ سيبويه، أقصدُ ألّا نخطِئَ فِي اللغةِ العربيَّةِ كتابةً أو نُطْقًا بألفاظٍ وتراكيبَ حَسِبْناها عقودًا منَ الزَّمنِ صحيحةً لا غبارَ عَلَيها، ولا عيبَ فِيها، فما كانَ منِّي فِي هذا الكتابِ إلا أن كشفتُ عن وجهِ الصوابِ فيها وسببِه، بشرحٍ مُوجزٍ وتوضيحٍ مُختصرٍ! وحَسْبُنا وازِعًا ورادِعًا ما قالَه عليّ بنُ أبِي طالبٍ رضي الله عنه فِي هذا الشأنِ: تعلَّمُوا النَّحوَ؛ فإنَّ بَنِي إسْرائِيلَ كفرُوا بحرفٍ واحدٍ، كانَ في الإِنْجِيلِ مَسطُورًا، وهوَ: أنَا وَلّدْتُ عيسَى، بتشديد اللّامِ، فخفّفُوه فكفُروا! وللهِ درُّ القائِلِ: كَفَى بِالْمَرْءِ عَيْبًا أَنْ تَرَاهُ لَهُ وَجْهٌ وَلَيْسَ لَهُ لِسَانُ وَمَا حُسْنُ الرِّجَالِ لَهُمْ بِزَيْنٍ إِذَا لَمْ يُسْعِدِ الْحُسْنَ الْبَيَانُ وأصاب كبد الحقيقة من قال: النَّحْو يبسطُ مِنْ لِسَانِ الأَلْكَنِ والمَرْءُ تُعْظِمُه إذا لَمْ يَلْحَنِ وَإِذا طَلَبْتَ مِنَ العُلُومِ أَجَلَّها فَأَجَلُّها عِنْدِي مُقِيمُ الأَلْسُنِ العبيكان للنشر |
رقم الطبعة | 1 |
تاريخ النشر | 2014 |
كسرت رأس سيبوبه أخطاء متكررة وأغلاط ذائعة