شريك لنون منذ
5+ سنةوصف الكتاب | يتوقف تفسيرنا للسلوك الإنساني تفسيرًا سليمًا على فهمنا للطبيعة الإنسانية، وللعوامل الاجتماعية المختلفة التي تشترك معها في تكوين هذا السلوك الإنساني وتوجيهه. ولقد نظر الفلاسفة وعلماء الأخلاق إلى هذه الطبيعة الإنسانية من زوايا متعددة، وترتب على ذلك أن كانت آراؤهم متباينة فيما يجب أن يوجه إليه هذا السلوك الإنساني. ونشأ علم الأخلاق؛ إذ إن الأخلاق تتعلق ـ بصفة عامة ـ بالسيطرة على الطبيعة الإنسانية وتوجيهها. ولذلك كان أمرًا في غاية الأهمية أن نعمل على تنمية علم للطبيعة الإنسانية معتمد على الواقع وعلى العلم الحديث، بحيث يساعدنا على فهم العلوم الأخرى التي تتصل من قريب أو من بعيد بالفرد الإنساني والسلوك الإنساني. ولعل چون ديوي قد أسهم إلى حد كبير في تنمية هذا العلم بما قدمه في الميدانين الفلسفي والتربوي من آراء ونظريات جديدة. وچون ديوي معروف في الميدان التربوي أكثر مما هو معروف في الميدان الفلسفي؛ ذلك لأنه يعتبر التربية الميدان التطبيقي للفلسفة، والاثنان متلازمان لا يمكن فصلهما. ولا يعتبر كتابه هذا إسهامًا في تنمية علم الطبيعة الإنسانية فحسب، ولكنه أيضًا إسهام عظيم في الميدان الفلسفي وفي الميدان التربوي بصفة خاصة. وهو يؤسس هذا كله على علم للعادات يقضي على أوجه التناقض والصراع المختلفة في النظريات القديمة ويبشر بعلم نفس اجتماعي يحرر الفرد من القيود والضغوط، ومن الكبت والحرمان، مستغلًّا ذكاء الفرد وتفكيره، متغلغلًا في ميادين متنوعة من العلاقات الإنسانية المعقدة، متخذًا من التربية وسيلته الفعالة لإحداث الانسجام والتفاعل بين العناصر والطبقات المختلفة. |
اللغة | العربية |
الكاتب | جون ديوي |
كتاب الطبيعة البشرية والسلوك الإنسانى