شغف الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا بالنفس، منذ صدر شبابه، فإذا به يضع أول مؤلفاته عن النفس، وهو هذا الكتاب (أحوال النفس، رسالة في النفس وبقائها ومعادها)، وقد ذاع صيت هذا الكتاب وانتشر بين الفلاسفة انتشاراً كبيراً. ونقل إلى اللاتينية وتأثر به مفكرو أوروبا، تتألف الرسالة (هذا الكتاب) من ستة عشر فصلاً، في المقدمة يخاطب ابن سينا طائفة من الإخوان الذين لهم حرص على اقتباس المعارف الحكمية.
ويشرع ابن سينا بعد ذلك بتعريف النفس، فيقول "إنها كمال أول لجسم طبيعي آلي ذي حياة بالقوة"، ولما كان غرض ابن سينا البحث في النفس الإنسانية بوجه خاص ومعرفة بقائها ومعادها، فلذلك أشار إلى النفس اللبنانية وقواها ووظائفها كما أوجز القول في حركة الحيوان، وأطنب في وصف القوى المدركة. كما وقف عند القوى الباطنة