Publisher | المكتبة العصرية للنشر والتوزيع |
Book Description | إن لفظ الأدب من الألفاظ القليلة التي كتب الله لها العظمة والشهرة والخلود، فهي من أنبه الكلمات ذكراً وأطولها عمراً وأحفلها تاريخاً وأشرفها معنى وأوسعها دلالة. اختلفت عليها التغيرات وكثرت لها التعريفات وقامت حولها المجادلات والمناظرات، ولاتزال في حاجة إلى الدرس والبحث والتحديد لتطور مدلولها بتطور العلم والحضارة. ليست دراسة الآداب ولا فقه تاريخها مما يدخل في باب التخصص ولا مما يلائم فريقاً دون فريق، لأن الأدب هو الجزء الروحي من كل إنسان، والقبس الإلهي في كل قلب، والخصيصة الإنسانية التي تميز بها آدم من كل حي. فكل أمرئ في الناس يحب أن يكون أفصح ذي لسان وأبلغ ذي لب. ليس الأدب إلا التعبير القوي الصادق عن مشاعر المرء وخواطره وأخيلته، وهذه تتأثر بأحوال العيش وأنواع العقائد وأطوار المجتمع وأنظمة الملك وتقلبات السياسة. ومن المفيد الإلمام بهذه العوامل المؤثرة في الأدب لتكون دستور المؤرخ وشريعة الأديب ونبراس الباحث فيما يصدر عن الإنسان من كد الأذهان وفيض القرائح. |
Language | العربية |
Author | أحمد حسن الزيات |
في أصول الأدب